01 - 05 - 2025

ملامح| الشعب يريد المقاومة.. وأنتم؟

ملامح| الشعب يريد المقاومة.. وأنتم؟

بالإنجيل والقرآن.. بأجراس الكنائس والصلاة بالمساجد، احتشد أكثر من مليون و400 ألف لبناني، بالإضافة إلى قرابة 70 ألف مشيع من 70 دولة، وفقاً لتقديرات وسائل الإعلام اللبنانية.. لتشييع سيد شهداء المقاومة حسن نصر الله، يوم الأحد 23 فبراير 20025، أي قبل 8 أيام من عقد القمة العربية الطارئة بالقاهرة بشأن غزة.

في لبنان التي يقطنها 4 ملايين نسمة بايع 35% منهم المقاومة بحشود هائلة لأُناس بسطاء، لم تسعهم مدرجات مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، فاحتشدت خارج المدينة والشوارع المحيطة به وبضريح السيد الشهيد حسن نصر الله.. تلك الجماهير البسيطة، ضمت شيعة وسنة ومسيحيين بمختلف طوائفهم، حشود لم تتقاض أجراً من السيد أو حزب الله وحركة أمل وائتلاف دعم ومساندة المقاومة للخروج لتشييع جثمانه ورفيق دربه هاشم صفي الدين، الذي لم يهنأ بالمنصب سوى أيام، وإذا تقاضى اللبناني أجراً فهل تقاضى التونسي واليمني والعراقي والبحريني والتركي والمصري وعدد من مواطني العالم أموالاً، لحضور المراسم وإقامة جنائز رمزية، وإشعال الشموع في بعض دول أوروبا وأمريكا اللاتينية.. وفي القدس المحتلة رفع المقدسيون صورة الشهيد السيد حسن نصر الله تحت قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك، كما أرسلوا قارورة بها تراب المسجد الأقصى لتلقى على كفن سيد شهداء المقاومة!!  

أفهم أن يخرج الشيعي بعقيدته، والسني بعاطفته، لكن السيدة المسيحية التي تحملت عناء الزحام ورفعت صورة نصر الله وكتبت عليها "بإنجيلنا ومسيحنا.. لبيك يا نصر الله".. وتلك المرأة المسيحية التي رفعت الصورة معلقة بها مسبحة الصلاة هل تقاضت أجراً؟!

مذيع قناة الميادين قال إن السيدة التي تبرعت بالمياه والشاي والقهوة لفريق العمل بالمدينة الرياضية، طلبت منهم قراءة رسالة منها تقول فيها" أشكر إسرائيل أنها وفرت علينا كيف ننقل للأجيال الحالية والقادمة وحشية إسرائيل وكيف تنظر إلينا، وأنها ترغب في سلب أرضنا وعرضنا، شكراً إسرائيل وأمريكا لقد قدمت عملياً ما كنا نريد قوله لأبنائنا".

جنازة حسن نصر الله ورفيقه هاشم صفي الدين، لم تكن طائفية ولا مذهبية ولا لبنانية، كانت عربية وأسيوية وإفريقية وأوروبية ولاتينية، قال خلالها الشعب اللبناني والغالبية العظمى من الشعوب العربية إنها اختارت المقاومة طريقاً وسبيلاً، وتركت التنفيذ للأنظمة الحاكمة، فماذا أنتم فاعلون فخامة الملوك، والأمراء، والشيوخ، والرؤساء؟!

** قمة الإقامة أم الانسحاب

ساعات تفصلنا عن قمة القاهرة الطارئة، والمحدد لها الرابع من مارس 2025، لبحث الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهله، لمواجهة المشروع الصهيو أمريكي، الداعي لطرد أصحاب الأرض، وإقامة ريفييرا الشرق الأوسط.

القمة المنتظرة هي قمة أمال الشعوب، التي هتفت وطائرات الاحتلال تحلق فوقها على ارتفاع منخفض "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. لبيك يا نصر الله".. ونصر الله بات رمزا للمقاومة ليس إلا..

الشعوب تأمل في عودة وحدة الصف العربي وإن بدت مستحيلة وفقا للوقائع التي أمامنا في ظل دول إبراهيمية، وأخرى مندفعة نحو البحر الإبراهيمي، وأخرى تقف حائرة تنتظر النتائج، وقليل القليل تقف موقف المؤيد للمقاومة ومعارضة للمشاريع الصهيو أمريكية الهادفة لإقامة دولة إسرائيل الكبرى على حساب الشعوب العربية وأراضيها، التي تبدأ، وقد بدأت فعلاً بمضغ كامل الأراضي الفلسطينية للمستعمرين المطرودين من كنف أوروبا، وتقسيم سوريا لثلاث: الثلث الجنوبي للمستعمر الإسرائيلي، والثلث الغربي لتركيا بقيادة الخليفة الراقص على دماء العرب والمسلمين بأجندة صهيونية، والثلث الشرقي لماما وبابا أمريكا بقيادة المطور العقاري ترامب، في ظل وجود "هيئة تسليم سوريا" والمعروفة إعلامياً بهيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً"، والإصرار الإسرائيلي على احتلال 7 تلال بجنوب لبنان.    

شيخ الأزهر ورئيس جبهة علماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب بح صوته منذ بدء حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني، مطالباً بالوحدة العربية، ووحدة المسلمين ونبذ الطائفية والمذهبية، في فبراير 2025، عقد بالعاصمة البحرينية المنامة مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي، والذي ضم كافة المذاهب والملل الإسلامية، وقال الرجل: آن الأوان لتشكيل وحدة علمائية للقضاء على فتنة المسلمين فيما بينهم، وأوضح أن الخلاف بين السُّنَّة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافًا حول الدِّين، هو اختلاف فكر ورأي،  مشيراً إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "من صلَّى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا؛ فذلكم المسلم الذي له ذمَّة الله ورسوله؛ فلا تخفروا الله في ذمَّته".

فخامة المعالي الشيخ والأمير والملك والرئيس، النتن ياهو يستهين بكم فقرر منع دخول المساعدات لقطاع غزة، وترامب لا يراكم فقد قام بنشر فيديو بالذكاء الاصطناعي لريفييرا غزة.. فأين أنتم؟

أصحاب المعالي.. فخامة الملوك، والأمراء، والمشايخ، والرؤساء.. الشعب أختار المقاومة، جنازة حسن نصر الله ومشاهد تسليم المقاومة الفلسطينية للمحتجزين الإسرائيليين أسفل وأمام أنقاض قطاع غزة، وتصريحات وتحركات شيخ الأزهر ورجال الدين المسيحي والإسلامي بكافة مذاهبهم تقول الشعب يريد المقاومة.. وأنتم ماذا تريدون؟

قمة الرابع من مارس 2025، سيسجلها التاريخ كما سجل الكثير من القمم، فإما أن تكون قمة أفعال لا أقوال على غرار قمة الخرطوم والمعروفة بقمة اللاءات الثلاثة في أعقاب هزيمة يونيو 1967، أو قمة لعنة لأنها بالنسبة لكم إما الإقامة أو الانسحاب.. لأن الشعب لا يريد بيانات محفوظة كتبت من قبل.. وهل لا يوجد بيننا زيلينسكي ذلك الصهيوني الذي كسر غرور ترامب وتحداه أمام كاميرات العالم ولم يجلس جلسة التلميذ "البليد" أمام ناظر المدرسة؟!  

نتمنى أن نتخذكم رموزاً للمقاومة.
-----------------------------
بقلم: محمد الضبع


مقالات اخرى للكاتب

ملامح |